syria 4 all
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

syria 4 all

منتديات سورية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
alm5tar
الإدارة و لإشراف العام
الإدارة و لإشراف العام
alm5tar


عدد الرسائل : 228
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 02/07/2007

الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق Empty
مُساهمةموضوع: الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق   الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2007 4:44 am

الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق




هكذا يقول الشاعر والأديب فاضل العزاوي في حديثه عن أدباء المنافي العراقيين الذين يعيشون في مجتمعات مختلفة ثقافيًا وأدبيًا ويتمكنون من الأدب والثقافة الأجنبيتين ويبدعون حيثما حلوا.

إن هؤلاء الأدباء يشكلون «قبائل لغوية»، و«يبغددون» الأمكنة.. إنهم يلونون الآداب المجاورة بأرجوان الشمس العراقية، ويعملون من أقلامهم جسورًا ممتدة بين الغرب الغني بالأدب والثقافة، والشرق المتعطش إلى حرية التعبير. إنهم على موعد اليوم مع حضارة «سومرية» جديدة تنطلق من الدمار الكامل، لتبني رويدًا رويدًا «عصرًا عباسيًا جديدًا».

* * *

الجرح العراقي:

من يستطيع أن يفهم هذا الجرح الممتد على أربعين سنة، العبقري، الفذ، النازف والحيّ، المحتضر والناضج، الذي أنجب عشرات المفكرين والأدباء.

فإذا كان الجرح الفلسطيني هو الأقدم والأعمق والأكثر امتدادًا والذي أعطى الأدب العربي سيلاً من الكلم وأنهارًا من خير المداد، إلا أن الوجع العراقي خلق الأدب المهجري المعاصر بكل ما تحمله كلمة المهجر من ضعف أمام حقيقة المنفى القاسية.



هناك أدباء عراقيون خرجوا منذ أكثر من ثلاثين عامًا ولم يستطيعوا العودة إلى بيوتهم وحاراتهم. وإذا كان بعض الأدباء العرب غير العراقيين قد عاشوا شيئًا مشابهًا لأسباب مختلفة إلا أن الجرح العراقي هو طعنة الرمح النازفة التي خلقت من تدفق مائها أدب المنفى، يخرج من جنب الأدب الإنساني.

* * *

مسألة الأجيال الشعرية العراقية:

هناك الكثير من المقالات والكتب في موضوع الأجيال الشعرية العراقية إذ يبدو أن هناك تشبثًا شديدًا بمفهوم جيل الستينات، وجيل السبعينات، وجيل الثمانينات. ارتبط جيل الستينات الأدبي بقوة النشاط السياسي في العراق مع كل ما حمل ذاك النشاط من أيديولوجيات ثقافية وفكرية ترفع أبناء الحزب الواحد، وتهمش أفراد الأحزاب الأخرى ، فصار الارتباط الأيديولوجي بالجماعة السياسية جزءًا من النشاط الأدبي الثقافي للفرد.

وعند بروز جيل السبعينات حدثت ثورة فكرية ضد الأبوية الشعرية أو الأدبية لإعلان «البديل الأنضج» وإزالة «القدماء» والجيل الماضي.

وفي الوقت نفسه فإن التيارين السياسيين الرئيسين، أعني القوميين والماركسيين، قد ضعفا أمام الحزب العراقي الحاكم الواحد، وتبعثر الأدباء داخل الوطن وخارجه. وظهرت الموجة الثانية لهجرة الأدباء إلى الخارج (حيث الأولى كانت بعد الثورة العراقية 1958 وانقلاب1963).



أما جيل الثمانينات فلم تكن مشكلة صراعه مع الجيلين السابقين أو فيما بين أبنائه مشكلة سياسية ، بل رؤيوية للكون ومعنى الوجود ، خصوصًا الذين خرجوا إلى المنافي بموجات متلاحقة بعد حربي الخليج الأولى والثانية.



إن الصعوبات التي عاشها الأدباء العراقيون أثناء الحرب مع إيران دون وعي سياسي وموقف فكري بسبب غياب التعددية الحزبية وتسلط النمط السياسي الواحد.. إن هذه الصعوبات بالإضافة إلى السجون وحملات الاعتقال وحملات الإبادة الجماعية ، والهرب إلى الخارج والحياة في المعسكرات في السعودية وإيران ، كل هذا أعطى هذا الجيل طابعًا خاصًا من الحزن والشعور بالعزلة والنفي ومواجهة الموت. والنماذج الأدبية المعبرة عن ذلك منتشرة في صفحات هذه الأنثولوجيا.

* * *

جماعة كركوك:

أدرس هذه الجماعة الأدبية كنموذج عن هجرة الأدب العراقي إلى الخارجي وتأثيره العميق في الأدب المهجري المعاصر.

إن إنتاج هذه الجماعة الآتية من تلك المدينة العراقية الصغيرة نسبيًا ، أهم وأوفر وأعمق أثرًا من جميع كتابات الشمال الأفريقي العربي المهاجر إلى الغرب مع احترامي وتقديري لكل هؤلاء الكتاب.

قد تبدو هذه الجملة قاسية بحق الأدباء المهجريين من شمال أفريقيا.. لكنهم يعرفون ويفهمون ويقدرون ما أعني.. كما أن كثيرًا من الكتاب الجيدين من الشمال الأفريقي، المقيمين في أوربا يكتبون بلغات غير عربية، لذلك فإن هذه الفكرة ليست مقارنة عادلة وإنما لتأكيد الدور المهم للدب العراقي في أدب المهجر العربي المعاصر.



تشمل هذه الجماعة بشكل أساسي:

جليل القيسي (وهو الوحيد الذي لم يغادر مدينته إلى المهجر)، جان دمو (المتوفي في عام2003)، مؤيد الراوي، فاضل العزاوي، سركون بولص، أنور الغساني، قحطان الهرمزي (انفصل عن الجماعة عام1958).



وهناك أعضاء آخرون في الحلقة الأوسع وهم:

يوسف الحيدري، الأب يوسف سعيد، عبد اللطيف بندر أوغلو، زهدي الداوودي، محيي الدين زه نكنه، علي شكر السباتي، علي حسين السعيدي، نور الدين الصالحي، صلاح فائق، نجيب المانع، عصمت الهرمزي، حسين علي الهورماني .

عندما شعر هؤلاء الشبان في الستينات بأهمية الأدب في الحياة الثقافية، التقوا مصادفة وأصبحوا أصدقاء.

لم يقدموا أنفسهم كجماعة أدبية بل إن الصحافة البغدادية أطلقت هذا الاسم عليهم.



أتى معظم الأعضاء من الطبقة الوسطى أو الفقيرة أو العائلات العاملة. ولهم أصول إثنية ودينية مختلفة ومتنوعة فكانوا من العرب والتركمان والكرد والسريان أو الأشوريين والأرمن. يمثل هؤلاء الكتاب غنى التعددية الثقافية العراقية ، وبعد هجرتهم إلى أوربا خاصة واختلاطهم بالثقافات الأخرى ، أنتجوا أدبًا راقيًا ورائعًا ومعبرًا عن الروح العراقية الحضارية العريقة.
في البدايات، عندما كان معظم أبناء هذه الجماعة في المرحلة الثانوية من المدرسة أي شبانًا يافعين، كانوا يجتمعون في البيوت والمقاهي والحدائق ويتناقشون حول أمور الأدب، وكتاباتهم، ووجهات النظر المختلفة. وشيئًا فشيئًا بدأت النزعة التجددية والثورية على الواقع الأدبي وربما السياسي تتكون. ورغم أن معظم أبناء الجماعة كانوا من اليساريين وشاركوا في الأحزاب اليسارية إلا أن معظمهم يشعر أن الواقعية الاشتراكية تحدّد حريتهم الإبداعية.. وبشكل خفي لكنه واضح تسللت السريالية الأدبية والحياة السريالية إلى هؤلاء الأدباء، ورغم خفوتها مع الزمن إلا أنها ما تزال أساسية عند بعض الأدباء (كالحياة السريالية العبثية لصلاح فائق). إن تسلل العبثية والسريالية قد يكون نتيجة الصعوبات السياسية التي شهدوها بأنفسهم أو عاينوها في أصدقائهم. وكذلك حياة المنافي القاسية ، والعزلة الثقافية أمام الديكتاتورية المنفردة بالساحة الاجتماعية والسياسية.

لكن تبقى هذه الجماعة رغم التشتت والنفي مثالاً للصداقة الأدبية والإبداع الحر والثقافة المنفتحة.

لقد شكلت تيّارًا ثقافيًا وشعريًا يندفع بالإنسان إلى الأمام منذ بدايتها عام 1955 وحتى الآن.

وإن معايشة أعضائها للثورة العراقية في تموز 1958 ثم انقلاب 1963 واعتقالات الشيوعية وخيبة حزيران ، والتقلبات السياسية العالمية (كثورات الكفاح المسلح على يد غيفارا وتجديد الحركة الشيوعية الأدبية ، وربيع براغ ومحاولة منح الأفكار الاشتراكية بعدًا عالميًا ديمقراطيًا جديدًا) ، بالإضافة إلى معايشة الثقافات الأخرى والحضارات المتنوعة في المنافي ..كل ذلك أنضج الوعي الثقافي والحضاري لهؤلاء الأدباء فصاروا أمثلة كاملة النضج للأديب العربي المنفي.

إن التعددية الثقافية والتنوع الديني داخل الجماعة قد أعطياها بعدًا قوميًا يستبدل التكتل الطائفي بجمالية الانفتاح الثقافي والإبداع الأدبي الحر والمتجدد.

فالأب يوسف سعيد جعل من كنيسته مكانًا لاجتماع الجماعة والنقاش حول الأدب العربي والعالمي وهو يقول عن أصدقائه:

أغرب ظاهرة في هؤلاء أنهم كرّسوا حياتهم تمامًا للثقافة والشعر، يعيشون بزهد، بلا طموحات مادية أو وظيفية، وبقوا هكذا حتى الآن. ما يدهش هو أن هؤلاء جميعًا، حين التقيت بهم، كانوا في قلب الثقافة العالمية، يبحثون عن الجديد. واحدهم يحمل اكتشافه إلى الآخرين دون أن يفصلهم أي انتماء ديني أو قومي أو سياسي.

بالتأكيد إن تحول كركوك إلى إحدى «مدن الملح» نتيجة اكتشاف النفط فيها، وهجرة أدبائها إلى المنافي لم ينقص من حنينهم إليها بل إننا نسمع الأب يوسف سعيد يقول:

«ليتنا نلتقي ونحجّ كل عام إلى تلك المدينة الجميلة ونعقد جلساتنا في باحة تلك الكنيسة أو في بيت أحدنا». ربما آن الأوان لمن بقي حيًا من أبناء هذه الجماعة لأن يحجّ إليها!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاحتياطي الثقافي التاريخي للعراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
syria 4 all :: المنتدى الثقافي :: أخبار ومقالات ثقافية-
انتقل الى: